عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة
معالم وشخصيات تأريخية
حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
احصائية الموقع
عدد مواضيع المدونة: 654
عدد تعليقات المدونة : 8

المتواجدين :

الجمعة 11 نيسان 2025 م - 12 شوال 1446 ھ   03:33:06 مساءا

مستقبل العلاقات العراقية العربية والدولية


حامد الحمداني
لم يصاب الشعب العراقي بخيبة أمل من علاقاته مع البلدان والشعوب العربية، وبشكل خاص من تلك القوى الحاملة لشعارات القومية العربية كما هو اليوم، ففي الوقت الذي كان الشعب العراقي يرزح تحت نير أعتا نظام دكتاتوري قمعي يقوده الوحش الدموي صدام حسين الذي جلب الكوارث والمصائب التي يعجز القلم عن وصفها لهول بشاعتها ابتداءً من تنكيله الدموي بسائر القوى والأحزاب السياسية ، وتصفية أي مظهر من مظاهر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، وحربه الشوفينية ضد الشعب الكردي مروراً بتسفير مئات الألوف من الأكراد الفيليين إلى إيران بحجة التبعية الإيرانية ، بعد أن سلبهم أموالهم وأملاكهم وكل ما يمتلكون ، ولم يكتفِ بكل ذلك بل احتجز ما يزيد على 11 ألفاً من أبنائهم الشباب وأجرى عليهم تجارب أسلحته الكيماوية والبيولوجية وقضى عليهم جميعاً ، وكان ذلك كله إعداداً للحرب التي شنها على الجارة إيران عام1980، تلك الحرب التي استمرت ثمانية أعوام ودفع الشعب فيها ثمناً باهضاً من أرواح بنيه حيث قتل أكثر من نصف مليون من خيرة شبابه، وكان إخواننا العرب يقفون إلى جانب صدام حسين وحكمه القمعي الذي مارسه بحق الوطنيين من أبناء شعبنا من مختلف الاتجاهات الإسلامية والديمقراطية والشيوعية حيث لم تسلم من بطش هذا النظام أي طائفة أو قومية أو حزب .

ولم يكتفِ العرب شعوباً وحكومات بالوقوف بجانب النظام الصدامي بل قدموا له الدعم المادي من مساعدات مالية وقروض وأسلحة وغير من المساعدات كي تستمر هذه الحرب المجنونة وغير المبررة بحجة واهية لا يصدقها أحد هي [ حماية البوابة الشرقية للأمة العربية ] !! فأي كذبة مارسها النظام العراقي و دعاة القومية العربية الذين تعاموا عن الثمن الذي يدفعه الشعب العراقي من أرواح بنيه ومن بنيته الإقتصادية والاجتماعية والصحية .

وبعد أن وقفت الحرب ، بعد ثمانية أعوام عجاف بادر هذا النظام الدموي إلى شن الحرب على الشعب الكردي فيما سمي ب [ حملة الأنفال ] السيئة الصيت والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 182 ألفاً من المواطنين الأكراد ، نساء ورجال وأطفال ، وهدم ما يزيد على 4000 قرية ،وتوج النظام العراقي جريمته باستخدام السلاح الكيماوي في تلك الحملة وقتل في[ حلبجة الشهيدة] ما يزيد عل ستة آلاف من النساء والشيوخ والأطفال خلال دقائق ، ورغم بشاعة هذه الجريمة فقد أغمض إخواننا العرب عيونهم وصموا آذانهم عن تلك الجريمة التي اقترفها نظام القتلة الصدامي الذي يحلوا لهم أن يسموه بقائد الأمة العربية !! زوراً وبهتاناً واستفزازاً لمشاعر الشعب العراقي المنكوب بهذا النظام الفاشي .

ولم تمضِ غير مدة زمنية قصيرة حتى هاجم صدام حسين الكويت واحتلها وعمل فيها تخريباً وتدميراً ، ومع ذلك فقد وقف القوميون العرب إلى جانب صدام حسين معتبرين ذلك العمل الإجرامي خطوة للوحدة العربية!! وأدى ذلك إلى انقسام كبير في الصف العربي بين مؤيد ومعارض للغزو ومما زاد في استقطاب اصطفاف القوى في العالم العربي رفض النظام العراقي الخروج من الكويت بناءً عل قرارات مجلس الأمن الدولي وقيام تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وضم أكثر من 30 دولة ، وتحشيد الجيوش الجرارة استعداداً لطرد القوات العراقية الغازية من الكويت ، فقامت المظاهرات التي سيرها القوميون العرب لدعم صدام حسين دون الالتفات إلى ما ستسببه الحرب من ويلات ومآسي وتدمير وتخريب للبنية التحية للعراق الاقتصادية والاجتماعية والصحية ، وكانت الحرب التي شهدناها بكل مآسيها وكان الحصار الذي فرض على العراق والذي استمر منذ عام 1990 وحتى سقوط النظام العراقي في التاسع من نيسان 2003 .، والذي يعتبر بحق أشنع أنواع الحروب التي جابهت الشعب العراقي وحولته إلى شعب فقير معدم يقاسي الذل والهوان والجوع والأمراض الفتاكة في بلد من أغنى بلدان العالم.

وخلال هذه الحرب وقف القوميون العرب إلى جانب النظام العراقي واتخذوا الموقف العدائي من المعارضة العراقية ، وسخروا كل ما لديهم من وسائل الأعلام لمحاصرة قوى المعارضة العراقية وتوجيه شتى أنواع التهم الرخيصة كتهمة العمالة وغبرها .

وأغدق النظام الصدامي الهبات المالية وكوبونات النفط لعملائه وأعوانه ومناصريه من القوميون العرب ،وقدم الرشاوي للكثير من الصحفيين والأدباء والفنانين والقنوات التلفزيونية العربية الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس دون الالتفات إلى ما يقاسيه الشعب العراقي على أيدي عصابة القتلة الحاكمة في بغداد .

وفي الوقت الذي كان ما يزيد على الأربعة ملايين عراقي من معارضي نظام القتلة في بغداد يبحثون عن ملجأ آمن لهم هرباً من بطش النظام العراقي فإن أغلب البلدان العربية أغلقت أبوابها أمامهم ولم تسمح لهم بالدخول ، وحتى القلة منهم الذين سمحوا بدخول اللاجئين العراقيين فلم تقدم الحكومات لهم أي مساعدة مادية مما اضطرهم إلى طلب اللجوء إلى الدول الغربية التي احتضنتهم وقدمت لهم كافة المساعدات الإنسانية ومنحتهم الإقامة الدائمة في بلدانهم ،وكذلك الجنسية بعد إكمال مدة الإقامة القانونية ، ومنحتهم كافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن في تلك البلدان بما فيها الضمان الاجتماعي والضمان الصحي وحق العمل ، والأهم من ذلك كله تلك الحرية التي يتمتع بها اللاجئون العراقيون اللامحدودة حيث يتحدث ويقرأ ويشاهد ويكتب الإنسان ما يشاء بكل حرية شرط أن لا يتجاوز حريات وحقوق الآخرين ، واحترام القانون ، وسنت حكوماتهم القوانين التي تمنع وتعاقب جرائم التمييز بسبب الدين أو القومية أو الأصول الأثنية ، وسمحت لهم بممارسة كافة شعائرهم الدينية ، فأين هم أشقاءنا العرب شعوباً وحكومات من شعوب وحكومات الدول الأجنبية تلك ؟؟

وحتى بعد أن انتهت الحرب بهزيمة النظام الصدامي ، وبعد أن تكشفت للعالم أجمع الجرائم الدموية التي اقترفها النظام العراقي بحق الشعب ،وشاهد العالم أجمع المقابر الجماعية التي ضمت مئات الألوف من أبناء شعبنا فلم تحرك هذه القبور ضمائر هؤلاء القوميون العرب، ولم يكفروا عن مواقفهم الخاطئة في دعم هذا النظام الفاشي ، بل استمروا في غيهم وحاولوا تبرير جرائم النظام .

إن ما يحز في نفوس العراقيين هو هذه المواقف المعادية لهم من قبل إخوانهم العرب مما خلق حاجزاً بين الشعب العراقي وبينهم من الصعب هدمه ،وتجاوز آثاره النفسية القاسية على أبناء شعبنا .

إن الشعب العراقي لم يعد له أدنى ثقة في الجامعة العربية تلك الجامعة التي لم تجرأ على دعوة دكتاتور العراق بمغادرة العراق منعاً للحرب ،وتنكرت إلى مقترح الشيخ زايد الداعي إلى تنازل صدام حسين عن الحكم ، وسهلت العديد من الدول العربية لمواطنيها ممن يسمون أنفسهم بالفدائيين العرب للسفر إلى العراق لدعم النظام العراقي ، وتحدياً لمشاعر وحرية شعبنا .

لقد سقطت دعاوى العروبية في العراق ، فلم يعد شعبنا تهمه هذه الشعارات الفارغة ،والتي لم تقدم للشعوب العربية شيئاً عبر عشرات السنين .

إن شعبنا اليوم يطمح إلى الانصراف لتضميد جراحه وإعادة بناء البنية التحتية للبلاد في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية ، والعمل الجاد للحاق بدول العالم الأخرى في تطورها وتقدمها بعد تلك المرحلة الظلامية التي استمرت أكثر من 35 عاماً من الحروب والدمار والخراب والحصار والفقر والأمراض والتأخر . واضعاً مصالح العراق فوق كل اعتبار ، وسوف لن يسمح شعبنا لأي من دول الجوار التدخل في شؤونه الداخلية ومحاولة فرض إرادتهم من خلال دعم العناصر الموالية لهم ومحاولة دق اسفين بين قوى شعبنا وتمزيق وحدته الوطنية ، فالشعب العراقي اليوم أحوج ما يكون إلى صيانة وحدته الوطنية للخروج من أزمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية بأسرع وقت ممكن من أجل أن نشيّد عراقاً حراً ينعم فيه شعبنا بحياة مرفهة ويعوض ما فاته ، ولا شك أن كل الإمكانيات متوفر في بلدنا الذي يمتك من الثروات ما يمكّنه من تجاوز ظروفه الحالية الصعبة بزمن قياسي قصير.

إن طموحات شعبنا المستقبلية تتلخص في إقامة العلاقات النزيهة القائمة على أساس احترام سيادة واستقلال العراق وحريته ، وهو سيقيم علاقاته مع مختلف دول وشعوب العالم على هذا الأساس ، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية ،وعلى أساس التكافؤ والمصالح المشتركة بما يحقق الحياة الحرة الكريمة والأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع .

0 التعليقات:

ترجم الموقع
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean
ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني
آخرالمواضيــع
مواقع مختارة
حقيبة الكـتب