عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة
معالم وشخصيات تأريخية
حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
احصائية الموقع
عدد مواضيع المدونة: 654
عدد تعليقات المدونة : 8

المتواجدين :

الأحد 6 نيسان 2025 م - 7 شوال 1446 ھ   08:06:28 صباحا

البعثيون والحسابات الخاطئة

حامد الحمداني

يراود خيال البعثيين العراقيين منذ زوال نظامهم القمعي الاستبدادي الشمولي على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية في التاسع من نيسان 2003 أحلام العودة إلى الحكم من جديد ، فقد كان سقوط النظام الصدامي أشبه بزلزال شديد أصاب قادة وأعضاء ذلك الحزب الذين تمتعوا بامتيازات كبيرة ، وحياة هانئة مرفهة على حساب بؤس وشقاء الملايين من شعبنا العراقي المنكوب بنير حكمهم البشع .


وخلال بضعة أيام من الحرب الخاطفة انهار ذلك النظام الذي ظن قادته وأجهزته القمعية أنه باقٍ إلى الأبد ، وأن ليس هناك من قوة تستطيع إزاحتهم من الحكم وتخليص الشعب العراقي من ظلمهم وطغيانهم الذي جاوز كل الحدود وفاق كل التصورات .


وبلمح البصر فقد الطغاة وأزلامهم وأعضاء حزبهم كل تلك الامتيازات ، وتواروا عن أنظار الشعب خوفاً من بطشه ،تلاحقهم اللعنة والمذلة ،وينتابهم الخوف الشديد فقد كانوا يدركون مدى كراهية الشعب العراقي لحكمهم البغيض جراء الجرائم التي ارتكبوها بحق أبنائه البررة خلال أربعة عقود سود .


لكن حسابات قوات الاحتلال الخاطئة في أسلوب التعامل مع هذه الزمرة الباغية ،وتحديد المطلوبين بقائمة الخمسة والخمسين ، وإلغاء حكم الإعدام ، وعدم الإسراع في محاكمة المجرمين فسح المجال لهم واسعاً للظهور من جديد بعد أن اطمأنوا إلى موقف قوات التحالف اللين والمتساهل تجاههم ، واتخذ ظهورهم واجهات مختلفة ، فقسم منهم لبس لبوس الدين ،فلبسوا العمامة، وأطالوا لحاهم،وهم المغمسة أيديهم بدماء مئات الألوف من أبناء شعبنا والذين تنطبق بحقهم الآية الكريمة [ يخادعون الله والرسول وما يخدعون إلا أنفسهم] ، كما اتخذ قسم آخر منهم واجهات حزبية أخرى تنادي ظاهرياً بحرصها على استقلال العراق وسيادته ،وتطالب بخروج قوات الاحتلال ليس حباً بالعراق وسيادته واستقلاله وكرامة شعبه ، بل السعي لعودة دولتهم المنهارة ،وسلطتهم الباغية المقبورة ،وامتيازاتهم المفقودة ،واتخذ جانب ثالث منهم مهمة إعادة تنظيم حزب البعث من جديد ،ومحاولة لملمة صفوفهم ،والسعي للوثوب إلى السلطة في حالة توفر الفرصة لهم من خلال الدعوة إلى خروج قوات التحالف الفوري من البلاد، ومن خلال القيام بالأعمال الإجرامية التي تجتاح العديد من المدن العراقية ، والتي أوقعت الكثير من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين ودمرت جانباً كبيراً من البنية التحية والخدمية في البلاد ونشرت القلق والرعب في صفوف المواطنين جراء فقدان الأمن .


ويخطئ من يستهين بقدرات وإمكانيات هذه الزمرة المجرمة ويستهين بها ، فالنظام البعثي الفاشي قد أنشأ من الأجهزة الأمنية المختلفة وأجهزة المخابرات ،وقوات الشرطة بالإضافة إلى الجيش العرمرم الذي استهلك معظم ثروات البلاد على تسليحه ما زال كما هو ، ولم يمسسه من الأذى أو الضرر إلا الشيئ اليسير، وجاء حل هذه الأجهزة جميعاً بالأسلوب المستعجل وغير المدروس والذي حول منتسبيها إلى عناصر عاطلة عن العمل ليصاعد من خطورة الأوضاع من خلال ممارسة الكثير من أفراد هذه الأجهزة الأعمال الإجرامية مستخدمين ملايين قطع السلاح التي وزعها جلاد العراق صدام حسين ، والأسلحة التي تركها الجيش المنهار والتي تقدر بأكثر من 8 ملايين قطعة سلاح ،ومستخدمين مليارات الدولارات المسروقة لتمويل نشاطاتهم التخريبية ، وهذا ما نجده اليوم من تصاعد أعمال هذه الزمر المجرمة بحق الشعب والوطن بسم ما يسمى زوراً وبهتاناً بمقاومة قوات الاحتلال .


و يراهن البعثيون في الضغط على قوات التحالف للإسراع بالخروج من البلاد يحدوهم الأمل بالوثوب إلى السلطة من جديد .


ومن جانب آخر ينشط البعث السوري لملئ الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام الطاغية صدام حسين وحزب البعث من خلال احتواء أعضاء ذلك الحزب


يحدوهم الأمل بعودة هذا الحزب بثوب جديد ليفرض هيمنته على البلاد متجاهلين ما فعله هذا الحزب بالشعب العراقي من قتل وتشريد وسجون وتعذيب ليس له مثيل ،ظننا منهم أن شعبنا سينسى تلك الجرائم البشعة والإذلال والإفقار الذي حل بشعبنا على أيديهم الملطخة بالعار الأبدي ، فتلك الجرائم ستبقى بذاكرة كل إنسان عراقي شريف ، وسيتناقلها الناس للأجيال القادمة بكل تأكيد .


إن هذه القوى الشريرة تخطئ خطأً جسيماً إذا اعتقدت أن أحلامها بالعودة إلى الحكم يمكن أن تتحقق ، فلا شعبنا يمكن أن يدعها تستعبده من جديد بعد تحرره من ذلك السجن الرهيب ، وتخلص من ذلك التنكيل البشع ، والقتل والتشريد ، وهو اليوم بكل تأكيد لو اتيحت له الفرصة لأعطى هذه القوى درساً قاسياً لا ينسى .


و تخطئ هذه القوى مرة أخرى إذا ظنت أن الولايات المتحدة يمكن أن تسمح بعودة ذلك النظام المقبور مرة أخرى مهما كان الثمن ،وهي عازمة على مجابهة أعمالهم وجرائمهم بكل الوسائل المتوفرة لديها ، وإن استمرارهم على هذا السلوك لا يعني إلا مزيداً من الضربات لهم ، ومزيداً من المعانات لشعبنا ، ومزيداً للتخريب والتدمير ، وإطالة لأمد الاحتلال بكل تأكيد ، وسوف لن تجني هذه القوى سوى التصفية والزوال ، ولن تستطيع أي قوة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بأية حال من الأحوال ، فالعصر الصدامي البعثفاشي قد ولى وانتهى إلى غير رجعة ، وشعبنا لن يقبل بغير الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بديلاً .


كلمة أخيرة أود توجيهها إلى سائر القوى الوطنية داخل وخارج مجلس الحكم أنهم جميعاً أمام عدو مشترك فتك بهم عشرات السنين ، وأن الحيلولة دون عودته إلى الواجهة من جديد يتطلب وحدة هذه القوى والتفافها حول برنامج وطني مشترك يتضمن القواسم المشتركة التي يناضل الجميع من أجل تحقيقها ،والتي يمكن تلخيصها بعراق متحرر مستقل ، وحكم ديمقراطي تعددي يعتمد على خيار الشعب عن طريق انتخابات حرة ونزيهة ، وتحت أشراف دولي ، ولا شك أن الأوضاع الصعبة التي يجتازها العراق اليوم تتطلب عقد مؤتمر وطني لهذه الأحزاب لوضع الخطوط العريضة لميثاق وطني تلتزم به جميع الأطراف ، وقيام حكومة مؤتلفة تأخذ على عاتقها بناء ما خربه نظام القتلة طوال سنوات حكمه ،وتعويض شعبنا عن ما فاته خلال تلك السنين العجاف ، فهذه المهمة كبيرة وصعبة تتطلب تكاتف الجميع للنهوض بالعراق الحبيب وشعبه نحو التقدم والرقي ،وتحقيق العيش الرغيد ،والسلام الدائم.


0 التعليقات:

ترجم الموقع
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean
ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني
آخرالمواضيــع
مواقع مختارة
حقيبة الكـتب