عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

في الذكرى الأربعين لحر ب الخامس من حزيران العربية الإسرائيلية


هل تتعلم الولايات المتحدة وبريطانيا الدرس
من نتائج تلك الحرب
حامد الحمداني
2حزيران 2007
في شهر أيار من عام 967 بلغت أوضاع المنطقة العربية غاية التعقيد ، بعد أن تصاعدت لهجة التهديد والتهديد المضاد بين إسرائيل من جهة، ومصر وسوريا من جهة أخرى، بعد إقدام إسرائيل على تحويل مجرى نهر الأردن ، مما دفع الرئيس عبد الناصر إلى اتخاذ إجراءات مضادة تمثلت في غلق خليج العقبة بوجه الملاحة الإسرائيلية .

وعلى إثر ذلك تصاعد الصراع بين الدول العربية وإسرائيل ، وبوجه خاص بين الرئيس عبد الناصر وقادة إسرائيل، حيث وصل الأمر بعبد الناصر إلى الطلب من قوات الطوارئ الدولية المرابطة بين القوات المصرية والإسرائيلية  أن تنسحب من المنطقة.

لقد كان واضحاً في ذلك الوقت أن الصراع يوشك أن ينفجر في أي لحظة، وأن الحرب بين العرب وإسرائيل قد أصبحت أمراً لا مفر منه.
 وفي ظل تلك الظروف البالغة الخطورة، والتي كانت تنذر بنشوب الحرب في أية لحظة، أجرى عبد الناصر بشكل مستعجل تنسيقاً مع سوريا والأردن لمواجهة التحديات العسكرية الإسرائيلية.

وسارع مجلس الأمن من طرفه إلى عقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع المتفجرة بين العرب وإسرائيل، حيث أصدر في ختام اجتماعه بياناً دعا فيه الأطراف المعنية بالصراع إلى التزام جانب الهدوء، وعدم تأزيم الموقف، فقد كان الوضع يوشك على الانفجار، ولاسيما وأن إسرائيل كانت قد أعلنت التعبئة العامة لقواتها المسلحة، وكانت استعداداتها الحربية تجري على قدم وساق.
وفي الوقت نفسه بعث الرئيس الأمريكي [ جونسون ] برسالة إلى عبد الناصر يطلب منه ضبط النفس، ومحذراً إياه من مغبة شن الحرب على إسرائيل، ومهدداً إياه بعواقب وخيمة.
وفي ظل تلك الظروف البالغة الخطورة، طلب الاتحاد السوفيتي من الرئيس عبد الناصر بان لا تبدأ مصر الحرب، ولكن ينبغي اتخاذ أقصى ما يمكن من إجراءات الحذر واليقظة، والاستعداد التام للرد على أي هجوم إسرائيلي مفاجئ .

لكن قيادة الجيش المصري، التي كان على رأسها المشير [ عبد الحكيم عامر ] لم تكن تعي خطورة الوضع، وضرورة الاستعداد التام، وجعل القوات المسلحة المصرية في أقصى درجات التأهب في كل لحظة، وخاصة القوة الجوية التي تشكل الغطاء الجوي الحيوي للقوات المصرية في صحراء سيناء المكشوفة، و كان من المفروض أن تكون نصف الطائرات المصرية في الجو، وقد استعدت لكل طارئ يوم 4 حزيران،  بعد التحذير الذي وجهه الاتحاد السوفيتي إلى مصر من أن جيش إسرائيل قد بلغ أقصى درجات التأهب، لكن شيئاً من هذا لم يحدث بالنسبة للقوات المسلحة المصرية.

 وفي  صباح يوم 5 حزيران فاجأت الطائرات الإسرائيلية المطارات العسكرية المصرية بهجوم واسع النطاق على كافة المطارات العسكرية المصرية ، ودمرت معظم مدرجاتها ، والطائرات الحربية الجاثمة عليها في الساعات الأولى من ذلك اليوم ، مما افقد القوات المصرية غطائها الجوي في صحراء سيناء المكشوفة، وجعلها تحت رحمة القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل، وبكل ما أوتيت من قوة، منزلة الخسائر الفادحة بها، وممهدة الطريق أمام قواتها المدرعة للاندفاع نحو قناة السويس، حيث تم لها السيطرة على كامل صحراء سيناء خلال خمسة أيام .

وبعد أن ضمنت إسرائيل في اليوم الأول سيطرتها الجوية على صحراء سيناء ، وتدميرها للقوات المصرية،  وجهت جهدها الجوي إلى الجبهة السورية والأردنية واستطاعت إسرائيل، بسبب عدم تكافؤ القوى، أن تنزل خسائر جسيمة بالقوات السورية والأردنية، وتمكنت من الاستيلاء على كامل الضفة الغربية، وأجزاء من الأردن، وهضبة الجولان السورية ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى ، خلال تلك الحرب الخاطفة، والتي كان يحلو لإسرائيل أن تسميها { حرب الأيام الستة }، إمعاناً في إذلال العرب.

وبكل وقاحة أعلنت إسرائيل أن صحراء سيناء المصرية، وقطاع غزة الفلسطيني وهضبة الجولان السورية، والضفة الغربية من فلسطين التي كانت تحت السيطرة الأردنية ، هي ارض إسرائيلية،  وأخذت تحكّم دفاعاتها على هضبة الجولان السورية، وعلى امتداد قناة السويس، وقامت بتشييد خط دفاعي منيع على امتداد قناة السويس ، أطلقت عليه اسم  [خط بارليف ]، تثميناً لدور الجنرال بارليف الذي قاد الهجوم الإسرائيلي على مصر.

لم يكن حكام العراق بقيادة عبد الرحمن عارف متهيئين، ولا مستعدين لتلك الحرب، فقد كانت ثلثي قواتهم العسكرية مشغولة في الحرب ضد الشعب الكردي، وبعيدة جداً عن ساحة المعارك التي تزيد على [1000كم]، ولم يكن لدى العراق سوى اللواء الثامن الآلي قريباً من الساحة، عند الحدود السورية الأردنية، حيث أوعز لها عبد الرحمن عارف بالتحرك إلى ساحة الحرب بأسلوب استعراضي لم يراعِ فيه الجانب الأمني لقواته المتقدمة، وهو العسكري الذي كان بالأمس القريب رئيساً لأركان الجيش!! ، وهو بالمناسبة لا يحمل رتبة الأركان !!، ثم أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة !!، بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد على أثر مقتل شقيقه عبد السلام عارف، في حادث انفجار وسقوط طائرته  السمتية المدبر.

لقد وقف عبد الرحمن عارف يخطب من دار الإذاعة والتلفزيون معلناً تحرك القوات العراقية إلى ساحة المعركة، وكان ذلك التصرف خير منبه لإسرائيل لتهاجم طائراتها القوات العراقية وهي في طريقها عبر الصحراء منزلة بها الخسائر الكبيرة.

 ومن المضحك والمبكي في تصرفات عارف وجهله، أنه وقف يخطب بعد نهاية الحرب قائلاً:
[ إن إسرائيل تعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا ] فأية كارثة أن يقود العرب حكام بهذا المستوى من الجهل.
لقد أثبتت تلك الحرب أن البونَ كان شاسعاً بين العرب وإسرائيل، فالحكومات العربية كانت على درجة خطيرة من التخلف يسودها الصراعات بين مختلف الأجنحة المتصارعة، والعسكرية منها بوجه خاص، حيث هيمن الضباط على معظم الأنظمة العربية، وعمت الفوضى في البلاد، وساد التخلف كل جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

في حين كان الإسرائيليون قد هيئوا أنفسهم للحرب، واستعدوا لها بكل ما أوتوا من طاقة،  وحولوا كل جهودهم وقواهم لتعزيز جيشهم، بحيث أصبحت إسرائيل مسلحة حتى الأسنان، وبأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا الحربية الأمريكية ويقودها أناس يعرفون ما يفعلون، أفليس عاراً على الدول العربية التي تعد إمكانياتها المادية والبشرية عشرات أضعاف إمكانيات وقدرات إسرائيل أن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية خلال ستة أيام ؟ وتعلن بكل وقاحة ضم كافة الراضي المحتلة في تلك الحرب إلى دولة إسرائيل التي قامت أساسا على اغتصاب ارض فلسطين من أهلها العرب في تلك الحرب المسرحية عام 1948، والتي خططت لها الإمبريالية الأمريكية والبريطانية، ونفذها الحكام العرب الذين كانوا أدواة طيعة وبيادق بين أيديهم. وتسببت تلك الحرب بتشريد الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات ، بمختلف البلدان العربية والأجنبية ، بانتظار أن يستعيد الحكام العرب الأرض العربية المسلوبة ، ويعيدونهم إلى وطنهم المغتصب.

لكن الآية انعكست بعد حرب الخامس من حزيران 67، حيث أدت إلى إضافة مئات الألوف  من المشردين من أبناء الشعب الفلسطيني، وما زالوا حتى يومنا هذا ينتظرون أن تعطف عليهم الإمبريالية الأمريكية، وتجبر حكام إسرائيل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن القاضية بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .
 وبدلاً من أن يذعن حكام إسرائيل للقرارات الدولية فإنهم لم يكتفوا بتجاهل كل تلك القرارات ، بل أمعنوا باغتصاب أراضي المواطنين الفلسطينيين في  الضفة الغربية وغزا ، وإقاموا المستعمرات الصهيونية فيها مما دفع الشعب الفلسطيني إلى امتشاق السلاح ضد سلطات الاحتلال، فكانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، والانتفاضة الثانية ، وما زال الدم الفلسطيني يسفح على ارض أجدادهم من قبل المغتصبين القادمين من مختلف البلدان الأوربية والأمريكية، وغيرها من بلدان العالم ، حيث بذلت وما تزال تبذل المنظمات الصهيونية جهوداً كبيرة لاستقدام اليهود في شتى بقاع الأرض للعيش في إسرائيل ، وترفض في الوقت نفسه رفضاً قاطعا إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم .

إن هذا السلوك الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني كان السبب المباشر في خلق المنظمات الإسلامية المتطرفة كمنظمة حماس والجهاد وحزب الله والقاعدة والعديد من المنظمات التي تتخذ من الإسلام واجهة لها ، وتمارس العمليات الإرهابية ، وإن أي محاولة للسيطرة على نشاط هذه المنظمات لا يمكن أن ينجح إذا لم تبادر الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا وربيبتها إسرائيل إلى معالجة الأزمة الفلسطينية المستحكمة منذ ما يقرب الستة عقود ، وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه المغتصب، من خلال تطبيق كل قرارات الشرعية الدولية دون استثناء، وإيجاد حل منصف للقضية الفلسطينية على أساس احد الحلين التاليين :
1 ـ الحل الأول يقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتفريغ كامل المستعمرات الفلسطينية في الضفة الغربية، وإعادة قسم من اللاجئين وإسكانهم في المستعمرات الإسرائيلية التي يجري إخلائها ، وإعادة القسم الثاني إلى داخل الخط الأخضر ، وتعويض القسم الثالث ممن استقر في بلدان اللجوء، ولا يرغب بالعودة عن كامل حقوقهم وممتلكاتهم.
2 ـ الحل الثاني يقوم على أساس قيام دولة ديمقراطية علمانية فوق كامل أرض فلسطين التاريخية ، وتخلي الدولة العبرية عن أحلامها بالتشبث بدولة دينية عنصرية ، حيث يتمتع أبناء الشعبين العربي والإسرائيلي بحقوق وحريات متساوية في ظل نظام حكم ديمقراطي علماني بعيد عن التمييز والتعصب الديني والقومي والطائفي المقيت مع عود اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .

إن بقاء الأوضاع في فلسطين على حالها لا يعني سوى استمرار نزيف الدم ، وتنامي المنظمات الإرهابية، وتوسع وانتشار نشاطها ليس في فلسطين وحدها ، بل في كافة منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص، والعالم بوجه عام ، فاليأس والجوع والفقر والتشرد يشكل الحاضنة الكبرى لتنامي الإرهاب الذي يشهده العالم اليوم ، والذي لا يمكن مجابهته بقوة السلاح فقط، من دون تحقيق العدالة ، وإنصاف الشعوب المظلومة، وإعادة حقوقها وحرياتها المغتصبة فهل ستدرك الولايات المتحدة وبريطانيا وحكام إسرائيل هذه الحقيقة ؟

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب