المواضيع ألعشرة الأخيرة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
احصائية الموقع
عدد مواضيع المدونة: 654
عدد تعليقات المدونة : 8
عدد تعليقات المدونة : 8
المتواجدين : |
السبت 5 نيسان 2025 م - 6 شوال 1446 ھ
05:29:14 مساءا
حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية
4:11 م | مرسلة بواسطة
hamid
حامد الحمداني
في شهر أيار من عام 1967 بلغت أوضاع المنطقة العربية غاية التعقيد ، بعد أن تصاعدت لهجة التهديد ، والتهديد المضاد وخاصة بين إسرائيل وسوريا، بعد إقدام الأولى على تحويل مجرى نهر الأردن ، مما دفع الرئيس عبد الناصر إلى اتخاذ إجراءات مضادة ، تمثلت في غلق خليج العقبة بوجه الملاحة الإسرائيلية .
إثر ذلك تصاعد الصراع بين الدول العربية وإسرائيل ، وبوجه خاص بين الرئيس عبد الناصر ، وقادة إسرائيل ، ووصل الأمر بعبد الناصر إلى الطلب من قوات الطوارئ الدولية المرابطة والتي تفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية أن تنسحب من المنطقة .
لقد كان واضحاً في ذلك الوقت أن الصراع يوشك أن ينفجر في أي لحظة ، وأن الحرب بين العرب وإسرائيل قد أصبحت أمراً لا مفر منه ، وكان عبد الناصر قد أجرى تنسيقاً مع سوريا والأردن لمواجهة التحديات العسكرية الإسرائيلية .
سارع مجلس الأمن إلى عقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع المتفجرة بين العرب وإسرائيل ، وأصدر في ختام اجتماعه بياناً دعا فيه الأطراف المعنية بالصراع إلى التزام جانب الهدوء ، وعدم تأزم الموقف ، فقد كان الوضع يوشك على الانفجار في أية لحظة ، ولا سيما وأن إسرائيل كانت قد أعلنت التعبئة العامة لقواتها المسلحة ، وكانت استعداداتها الحربية تجري على قدم وساق .
وفي الوقت نفسه بعث الرئيس الأمريكي [ جونسون ] برسالة إلى عبد الناصر يطلب منه ضبط النفس محذراً إياه من مغبة شن الحرب ، ومهدداً بعواقب وخيمة .وفي ظل تلك الظروف البالغة الخطورة ، طلب الاتحاد السوفيتي من الرئيس عبد الناصر بان لا تبدأ مصر الحرب، ولكن ينبغي اتخاذ أقصى ما يمكن من إجراءات الحذر ، واليقظة للرد على أي هجوم إسرائيلي مفاجئ .
لكن قيادة الجيش المصري ، التي كان على رأسها المشير [ عبد الحكيم عامر ] لم تكن تعي خطورة الوضع ، وضرورة الاستعداد التام ، وجعل القوات المسلحة المصرية في أقصى درجات التأهب في كل لحظة ، وخاصة القوة الجوية ، التي تشكل الغطاء الحيوي للقوات المصرية في صحراء سيناء المكشوفة كان من المفروض أن تكون نصف الطائرات المصرية في الجو، ومتهيئة لكل طارئ يوم 4 حزيران بعد التحذير الذي وجهه الاتحاد السوفيتي إلى مصر من أن جيش إسرائيل قد بلغ أقصى درجات التأهب ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث ، وفاجأت الطائرات الإسرائيلية صباح يوم 5 حزيران المطارات العسكرية المصرية ، ودمرت معظم مدرجاتها ، والطائرات الحربية الجاثمة عليها ، في الساعات الأولى من ذلك اليوم ، مما افقد القوات المصرية غطائها الجوي في صحراء سيناء ، وجعلها تحت رحمة القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل ، وبكل ما أوتيت من قوة ، منزلة الخسائر الفادحة بها،وممهدة الطريق أمام قواتها المدرعة للاندفاع نحو قناة السويس ، حيث تم لها السيطرة على كامل صحراء سيناء خلال خمسة أيام .
ولما ضمنت إسرائيل في اليوم الأول سيطرتها الجوية على صحراء سيناء ، وتدميرها للقوات المصرية وجهت جهدها الجوي إلى الجبهة السورية والأردنية ، واستطاعت إسرائيل ، بسبب عدم تكافؤ القوى ، أن تنزل خسائر جسيمة بالقوات السورية والأردنية ، وتمكنت من الاستيلاء على كامل الضفة الغربية ، وأجزاء من الأردن ، وهضبة الجولان السورية ،ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى لسوريا ، خلال تلك الحرب الخاطفة التي كان يحلو لإسرائيل أن تسميها { حرب الأيام الستة}.
وبكل وقاحة أعلنت إسرائيل ، أن صحراء سيناء ، وهضبة الجولان ، والضفة الغربية هي ارض إسرائيلية ،وأخذت تحكم دفاعاتها على هضبة الجولان السورية ،وعلى امتداد قناة السويس ،وقامت بتشييد خط دفاعي سمته [ خط بارليف ] .
لم يكن العراق مهيأ، ولا مستعدا لتلك الحرب ،فقد كانت ثلثي قواته العسكرية مشغولة في الحرب ضد الشعب الكردي ، وبعيدة جداً عن ساحة المعارك ،التي تزيد على
[1000كم]،ولم يكن لدى العراق سوى اللواء الثامن الآلي قريباً من الساحة ، عند الحدود السورية الأردنية ،حيث أوعز لها عبد الرحمن عارف بالتحرك إلى ساحة الحرب بأسلوب استعراضي لم يراعِ فيه جانب الأمان لقواته المتقدمة وهو العسكري الذي كان بالأمس رئيساً لأركان الجيش ، ثم اصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ، بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد .
لقد وقف عبد الرحمن عارف يخطب من دار الإذاعة والتلفزيون معلناً تحرك القوات العراقية إلى ساحة المعركة ، وكان ذلك التصرف خير منبه لإسرائيل لتهاجم طائراتها القوات العراقية وهي في طريقها عبر الصحراء منزلة بها الخسائر الكبيرة .
ومن المضحك والمبكي في تصرفات عارف وجهله ، أنه وقف يخطب بعد نهاية الحرب قائلاً :[ إن إسرائيل تعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا ]،فيا للكارثة أن يقود العرب حكام بهذا المستوى .
لقد أثبتت تلك الحرب أن البونَ كان شاسعاً بين العرب وإسرائيل ،فالحكومات العربية كانت على درجة خطيرة من التخلف يسودها الصراعات بين مختلف الأجنحة المتصارعة ،والعسكرية منها بوجه خاص ،حيث هيمن الضباط على معظم الأنظمة العربية ،وعمت الفوضى في البلاد ،وساد التخلف كل جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ،في حين كان الإسرائيليون قد هيئوا أنفسهم للحرب ،وحولوا كل جهودهم وقواهم لتعزيز جيشهم ،وأصبحت إسرائيل مسلحة حتى الأسنان ،وبأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا الحربية،ويقودها أناس يعرفون ما يفعلون،أفلس عاراً على الدول العربية ،التي تعد إمكانياتها المادية والبشرية عشرات أضعاف إسرائيل أن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية خلال ستة أيام ؟
في شهر أيار من عام 1967 بلغت أوضاع المنطقة العربية غاية التعقيد ، بعد أن تصاعدت لهجة التهديد ، والتهديد المضاد وخاصة بين إسرائيل وسوريا، بعد إقدام الأولى على تحويل مجرى نهر الأردن ، مما دفع الرئيس عبد الناصر إلى اتخاذ إجراءات مضادة ، تمثلت في غلق خليج العقبة بوجه الملاحة الإسرائيلية .
إثر ذلك تصاعد الصراع بين الدول العربية وإسرائيل ، وبوجه خاص بين الرئيس عبد الناصر ، وقادة إسرائيل ، ووصل الأمر بعبد الناصر إلى الطلب من قوات الطوارئ الدولية المرابطة والتي تفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية أن تنسحب من المنطقة .
لقد كان واضحاً في ذلك الوقت أن الصراع يوشك أن ينفجر في أي لحظة ، وأن الحرب بين العرب وإسرائيل قد أصبحت أمراً لا مفر منه ، وكان عبد الناصر قد أجرى تنسيقاً مع سوريا والأردن لمواجهة التحديات العسكرية الإسرائيلية .
سارع مجلس الأمن إلى عقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع المتفجرة بين العرب وإسرائيل ، وأصدر في ختام اجتماعه بياناً دعا فيه الأطراف المعنية بالصراع إلى التزام جانب الهدوء ، وعدم تأزم الموقف ، فقد كان الوضع يوشك على الانفجار في أية لحظة ، ولا سيما وأن إسرائيل كانت قد أعلنت التعبئة العامة لقواتها المسلحة ، وكانت استعداداتها الحربية تجري على قدم وساق .
وفي الوقت نفسه بعث الرئيس الأمريكي [ جونسون ] برسالة إلى عبد الناصر يطلب منه ضبط النفس محذراً إياه من مغبة شن الحرب ، ومهدداً بعواقب وخيمة .وفي ظل تلك الظروف البالغة الخطورة ، طلب الاتحاد السوفيتي من الرئيس عبد الناصر بان لا تبدأ مصر الحرب، ولكن ينبغي اتخاذ أقصى ما يمكن من إجراءات الحذر ، واليقظة للرد على أي هجوم إسرائيلي مفاجئ .
لكن قيادة الجيش المصري ، التي كان على رأسها المشير [ عبد الحكيم عامر ] لم تكن تعي خطورة الوضع ، وضرورة الاستعداد التام ، وجعل القوات المسلحة المصرية في أقصى درجات التأهب في كل لحظة ، وخاصة القوة الجوية ، التي تشكل الغطاء الحيوي للقوات المصرية في صحراء سيناء المكشوفة كان من المفروض أن تكون نصف الطائرات المصرية في الجو، ومتهيئة لكل طارئ يوم 4 حزيران بعد التحذير الذي وجهه الاتحاد السوفيتي إلى مصر من أن جيش إسرائيل قد بلغ أقصى درجات التأهب ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث ، وفاجأت الطائرات الإسرائيلية صباح يوم 5 حزيران المطارات العسكرية المصرية ، ودمرت معظم مدرجاتها ، والطائرات الحربية الجاثمة عليها ، في الساعات الأولى من ذلك اليوم ، مما افقد القوات المصرية غطائها الجوي في صحراء سيناء ، وجعلها تحت رحمة القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل ، وبكل ما أوتيت من قوة ، منزلة الخسائر الفادحة بها،وممهدة الطريق أمام قواتها المدرعة للاندفاع نحو قناة السويس ، حيث تم لها السيطرة على كامل صحراء سيناء خلال خمسة أيام .
ولما ضمنت إسرائيل في اليوم الأول سيطرتها الجوية على صحراء سيناء ، وتدميرها للقوات المصرية وجهت جهدها الجوي إلى الجبهة السورية والأردنية ، واستطاعت إسرائيل ، بسبب عدم تكافؤ القوى ، أن تنزل خسائر جسيمة بالقوات السورية والأردنية ، وتمكنت من الاستيلاء على كامل الضفة الغربية ، وأجزاء من الأردن ، وهضبة الجولان السورية ،ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى لسوريا ، خلال تلك الحرب الخاطفة التي كان يحلو لإسرائيل أن تسميها { حرب الأيام الستة}.
وبكل وقاحة أعلنت إسرائيل ، أن صحراء سيناء ، وهضبة الجولان ، والضفة الغربية هي ارض إسرائيلية ،وأخذت تحكم دفاعاتها على هضبة الجولان السورية ،وعلى امتداد قناة السويس ،وقامت بتشييد خط دفاعي سمته [ خط بارليف ] .
لم يكن العراق مهيأ، ولا مستعدا لتلك الحرب ،فقد كانت ثلثي قواته العسكرية مشغولة في الحرب ضد الشعب الكردي ، وبعيدة جداً عن ساحة المعارك ،التي تزيد على
[1000كم]،ولم يكن لدى العراق سوى اللواء الثامن الآلي قريباً من الساحة ، عند الحدود السورية الأردنية ،حيث أوعز لها عبد الرحمن عارف بالتحرك إلى ساحة الحرب بأسلوب استعراضي لم يراعِ فيه جانب الأمان لقواته المتقدمة وهو العسكري الذي كان بالأمس رئيساً لأركان الجيش ، ثم اصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ، بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد .
لقد وقف عبد الرحمن عارف يخطب من دار الإذاعة والتلفزيون معلناً تحرك القوات العراقية إلى ساحة المعركة ، وكان ذلك التصرف خير منبه لإسرائيل لتهاجم طائراتها القوات العراقية وهي في طريقها عبر الصحراء منزلة بها الخسائر الكبيرة .
ومن المضحك والمبكي في تصرفات عارف وجهله ، أنه وقف يخطب بعد نهاية الحرب قائلاً :[ إن إسرائيل تعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا ]،فيا للكارثة أن يقود العرب حكام بهذا المستوى .
لقد أثبتت تلك الحرب أن البونَ كان شاسعاً بين العرب وإسرائيل ،فالحكومات العربية كانت على درجة خطيرة من التخلف يسودها الصراعات بين مختلف الأجنحة المتصارعة ،والعسكرية منها بوجه خاص ،حيث هيمن الضباط على معظم الأنظمة العربية ،وعمت الفوضى في البلاد ،وساد التخلف كل جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ،في حين كان الإسرائيليون قد هيئوا أنفسهم للحرب ،وحولوا كل جهودهم وقواهم لتعزيز جيشهم ،وأصبحت إسرائيل مسلحة حتى الأسنان ،وبأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا الحربية،ويقودها أناس يعرفون ما يفعلون،أفلس عاراً على الدول العربية ،التي تعد إمكانياتها المادية والبشرية عشرات أضعاف إسرائيل أن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية خلال ستة أيام ؟
التسميات:
بحوث سياسية

ألباحث حامد الحمداني
تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني
آخرالمواضيــع
0 التعليقات: