حكام الكويت بين التشبث بالماضي والتطلع نحو المستقبل!
4:00 ص | مرسلة بواسطة
hamid
حامد الحمداني
2/8/2009
تمر هذا اليوم، الثاني من آب/ أغسطس1990، الذكرى التاسعة عشرة لغزو نظام صدام حسين للكويت، تلك الجريمة البشعة التي اقترفها صدام بحق بلد عربي شقيق، والتي كانت السبب المباشر للكوارث التي حلت بالعراق منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، حربان من أقسى أنواع الحروب مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وحلفائهم العرب!!، لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وحرب تجويع فيما دُعي بالحصار الذي فرضته الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على الشعب العراقي دون صدام وزمرته، والذي استمر ثلاثة عشر عاماً هو في كل المقاييس من أشنع أنواع الحروب وأقساها.
ففي حين دمرت الحروب البنية التحية بكل مقوماتها الصناعية والزراعية والخدمية والصحية والتعليمية، لكن الحصار كان قد دمر البنية الاجتماعية للشعب العراقي، حيث انهارت الطبقة الوسطى ووصلت هي والطبقة العاملة والكسبة نحو الحضيض، بسبب الجوع والحرمان وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية، وتدهور القوة الشرائية للدينار بحيث لم يعد يسد رمق العيش للعوائل العراقية، مما أثر تأثيراً خطيراً على القيم والسلوك والعادات والتقاليد العراقية النبيلة التي أخذت بالتلاشي لتحل قيم وسلوكيات وعادات هي على النقيض مما كانت، وهذا هو أخطر ما يواجه المجتمع العراقي اليوم ، فإصلاح البنية الاجتماعية أمر صعب للغاية ، ويتطلب فترة زمنية طويلة جداً لكي تُمحي هذه القيم والعادات والسلوكيات، وتحل محلها قيم وسلوكيات وعادات إنسانية، تلك التي عرفناها من قبل.
وهكذا فإن أوضاع العراق الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والخدمية تتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وجهود جبارة ، وسلطة وطنية وديمقراطية نظيفة وحريصة وقادرة على القيام بهذه المهمة الصعبة لإخراج الشعب العراقي من هذا المأزق الحرج الذي يعيشه اليوم.
وبرغم هذه الظروف القاسية التي يمر بها الشعب العراقي نجد اليوم على الجانب الكويتي هذا الموقف الذي يقفه حكام الكويت من العراق المتشبثين بالماضي بكل ما فيه من أحقاد وكراهية تجاه الشعب العراقي، وكأنما الشعب العراقي هو صدام، وصدام هو الشعب، وهم كانوا على دراية أن الشعب العراق كان مغلوباً على أمره في ظل ذلك النظام الدكتاتوري المستبد، وتراهم يوغلون في مواقفهم العدائية تجاه العراق ويسعون إلى ابتزازه، وامتصاص ثرواته منذ عام 1990 وحتى هذا اليوم ، ويوغلون في عدائهم أكثر فأكثر فيطالبون ببقاء العراق تحت البند السابع رهينة بيد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ويسعون لتعطيل عجلة إعادة بناء البنية العراقية المدمرة، فكأنما هذه السنوات التسعة عشر العجاف لم تشفي غليلهم وحقدهم على العراق والعراقيين.
هل كان صدام ونظامه الفاشي هو المجرم الوحيد في كل ما جرى خلال هذه الأعوام التسعة عشر؟
وللإجابة على هذا السوأل استطيع القول بكل ثقة أن إدارة بوش الأب وبوش الأبن وحكام الكويت شركاء في كل ما جرى دون أدنى شك.
لقد كان بالإمكان حل جميع الخلافات بين القطرين الشقيقين لولا تدخل الإدارة الأمريكية لدى الجانب الكويتي، والطلب من حكام الكويت بعدم إبداء أي مرونة أو تساهل مع نظام صدام حسين، ورفض الاستجابة لآي مطالب للعراقيين، ورفض الالتزام بحصص الإنتاج للنفط الذي قررته الأوبك لكي يوصلوا نظام صدام المتهور إلى مرحلة اللا عودة كي يهاجم الكويت.
و في الوقت نفسه كانت الإدارة الأمريكية قد نصبت لصدام ذلك الفخ القاتل، واعدت العدة لشن الحرب على العراق وتدمير اسلحة العراق التقليدية، وذات الدمار الشامل، بل لقد امتدت الخطط الأمريكية لكي تشمل الحملة تدمير كل المرافق الحيوية في العراق، وتعيد العراق إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية، كما قال بوش في رسالته لصدام قبيل نشوب الحرب بيومين.
لقد تواطأ حكام الكويت مع الامبريالية الأمريكية لتدمير العراق، وتجويع شعبه، وتخريب بنيته التحية بكل صنوفها، وفي المقدمة منها البنية الاجتماعية، وعليه فهم يتحملون مع الولايات المتحدة مسؤولية كل ما حل في العراق من مصائب وويلات، وضحايا جاوزت المليونين من أفراد الجيش العراقي، ومن المدنيين، وبوجه خاص جراء الحصار حيث ذكر تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الصادر في عام 1995 أن الحصار المفروض على العراق قد أدى إلى وفات أكثر من مليون بينهم 567 الفاً من الأطفال دون سن الخامسة، فكم بلغ عدد الوفيات منذ عام 1995 وحتى اليوم؟
أنه يشكل بلا أدنى شك كارثة وطنية كبرى جاوزت كل الكوارث السابقة وتركت للعراق 4 ملايين من الأيتام وأكثر من مليونين من الأرامل ومثلهم من المعوقين، وأكثر من أربعة ملايين من المشردين، وجرى نهب كل كنوز وثروات العراق بعد أن استباح الاحتلال الأمريكي العراق بيد اللصوص والمجرمين والقتلة الذين اتوا على كل شئ وعلى وجه الخصوص آثار العراق التي لا يمكن أن تقدر بثمن.
وبعد كل الذي حل بالعراق من ويلات ومصائب وآلام لم يشفَ غليل حكام الكويت، بل ما زالوا يطلبون المزيد، بدلاً من أن يضعوا ما جرى وراء ظهورهم، ويفكروا بما أصاب العراقيين على أيديهم وأيدي حلفائهم الأمريكيين، ولاسيما بعد زوال نظام صدام الذي أذاق الشعب العراقي المزيد من المصائب والويلات خلال ثلاثة عقود ونصف قاتمة السواد.
إن على حكام الكويت أن يفكروا بعمق، وينظروا بعيداً لا بين سيقانهم ، ويعيدوا النظر في مجمل سياستهم تجاه الشعب العراقي، ويتطلعوا نحو المستقبل بقلوب صافية تجاه أشقائهم العراقيين في وقت المحنة هذه، فهي فرصتهم الوحيدة والأخيرة لقيام علاقات أخوية بين الشعبين والبلدين، وعدم إضاعة هذه الفرصة التي ربما لن تكرر، وإن الاستمرار على مواقفهم العدائية تجاه العراق ستجر البلدين إلى مالا يحمد عقباه، وليكن في علم حكام الكويت أن العراق سينهض لا محالة عاجلاً أم آجلا، وأن العراق باقٍ لن يزول، وأن أمريكا سترحل عن المنطقة عاجلاً أم آجلاً ، ولا قوة تحمي الكويت سوى علاقة الأخوة والمحبة والتعاون ونسيان الماضي بكل آلامه والتطلع نحو المستقبل المشرق للجميع. أنها فرصتكم الثمينة والوحيدة فلا تضيعوها. والعاقل من يتعض.
2/8/2009
2/8/2009
تمر هذا اليوم، الثاني من آب/ أغسطس1990، الذكرى التاسعة عشرة لغزو نظام صدام حسين للكويت، تلك الجريمة البشعة التي اقترفها صدام بحق بلد عربي شقيق، والتي كانت السبب المباشر للكوارث التي حلت بالعراق منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، حربان من أقسى أنواع الحروب مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وحلفائهم العرب!!، لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وحرب تجويع فيما دُعي بالحصار الذي فرضته الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على الشعب العراقي دون صدام وزمرته، والذي استمر ثلاثة عشر عاماً هو في كل المقاييس من أشنع أنواع الحروب وأقساها.
ففي حين دمرت الحروب البنية التحية بكل مقوماتها الصناعية والزراعية والخدمية والصحية والتعليمية، لكن الحصار كان قد دمر البنية الاجتماعية للشعب العراقي، حيث انهارت الطبقة الوسطى ووصلت هي والطبقة العاملة والكسبة نحو الحضيض، بسبب الجوع والحرمان وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية، وتدهور القوة الشرائية للدينار بحيث لم يعد يسد رمق العيش للعوائل العراقية، مما أثر تأثيراً خطيراً على القيم والسلوك والعادات والتقاليد العراقية النبيلة التي أخذت بالتلاشي لتحل قيم وسلوكيات وعادات هي على النقيض مما كانت، وهذا هو أخطر ما يواجه المجتمع العراقي اليوم ، فإصلاح البنية الاجتماعية أمر صعب للغاية ، ويتطلب فترة زمنية طويلة جداً لكي تُمحي هذه القيم والعادات والسلوكيات، وتحل محلها قيم وسلوكيات وعادات إنسانية، تلك التي عرفناها من قبل.
وهكذا فإن أوضاع العراق الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والخدمية تتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وجهود جبارة ، وسلطة وطنية وديمقراطية نظيفة وحريصة وقادرة على القيام بهذه المهمة الصعبة لإخراج الشعب العراقي من هذا المأزق الحرج الذي يعيشه اليوم.
وبرغم هذه الظروف القاسية التي يمر بها الشعب العراقي نجد اليوم على الجانب الكويتي هذا الموقف الذي يقفه حكام الكويت من العراق المتشبثين بالماضي بكل ما فيه من أحقاد وكراهية تجاه الشعب العراقي، وكأنما الشعب العراقي هو صدام، وصدام هو الشعب، وهم كانوا على دراية أن الشعب العراق كان مغلوباً على أمره في ظل ذلك النظام الدكتاتوري المستبد، وتراهم يوغلون في مواقفهم العدائية تجاه العراق ويسعون إلى ابتزازه، وامتصاص ثرواته منذ عام 1990 وحتى هذا اليوم ، ويوغلون في عدائهم أكثر فأكثر فيطالبون ببقاء العراق تحت البند السابع رهينة بيد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ويسعون لتعطيل عجلة إعادة بناء البنية العراقية المدمرة، فكأنما هذه السنوات التسعة عشر العجاف لم تشفي غليلهم وحقدهم على العراق والعراقيين.
هل كان صدام ونظامه الفاشي هو المجرم الوحيد في كل ما جرى خلال هذه الأعوام التسعة عشر؟
وللإجابة على هذا السوأل استطيع القول بكل ثقة أن إدارة بوش الأب وبوش الأبن وحكام الكويت شركاء في كل ما جرى دون أدنى شك.
لقد كان بالإمكان حل جميع الخلافات بين القطرين الشقيقين لولا تدخل الإدارة الأمريكية لدى الجانب الكويتي، والطلب من حكام الكويت بعدم إبداء أي مرونة أو تساهل مع نظام صدام حسين، ورفض الاستجابة لآي مطالب للعراقيين، ورفض الالتزام بحصص الإنتاج للنفط الذي قررته الأوبك لكي يوصلوا نظام صدام المتهور إلى مرحلة اللا عودة كي يهاجم الكويت.
و في الوقت نفسه كانت الإدارة الأمريكية قد نصبت لصدام ذلك الفخ القاتل، واعدت العدة لشن الحرب على العراق وتدمير اسلحة العراق التقليدية، وذات الدمار الشامل، بل لقد امتدت الخطط الأمريكية لكي تشمل الحملة تدمير كل المرافق الحيوية في العراق، وتعيد العراق إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية، كما قال بوش في رسالته لصدام قبيل نشوب الحرب بيومين.
لقد تواطأ حكام الكويت مع الامبريالية الأمريكية لتدمير العراق، وتجويع شعبه، وتخريب بنيته التحية بكل صنوفها، وفي المقدمة منها البنية الاجتماعية، وعليه فهم يتحملون مع الولايات المتحدة مسؤولية كل ما حل في العراق من مصائب وويلات، وضحايا جاوزت المليونين من أفراد الجيش العراقي، ومن المدنيين، وبوجه خاص جراء الحصار حيث ذكر تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الصادر في عام 1995 أن الحصار المفروض على العراق قد أدى إلى وفات أكثر من مليون بينهم 567 الفاً من الأطفال دون سن الخامسة، فكم بلغ عدد الوفيات منذ عام 1995 وحتى اليوم؟
أنه يشكل بلا أدنى شك كارثة وطنية كبرى جاوزت كل الكوارث السابقة وتركت للعراق 4 ملايين من الأيتام وأكثر من مليونين من الأرامل ومثلهم من المعوقين، وأكثر من أربعة ملايين من المشردين، وجرى نهب كل كنوز وثروات العراق بعد أن استباح الاحتلال الأمريكي العراق بيد اللصوص والمجرمين والقتلة الذين اتوا على كل شئ وعلى وجه الخصوص آثار العراق التي لا يمكن أن تقدر بثمن.
وبعد كل الذي حل بالعراق من ويلات ومصائب وآلام لم يشفَ غليل حكام الكويت، بل ما زالوا يطلبون المزيد، بدلاً من أن يضعوا ما جرى وراء ظهورهم، ويفكروا بما أصاب العراقيين على أيديهم وأيدي حلفائهم الأمريكيين، ولاسيما بعد زوال نظام صدام الذي أذاق الشعب العراقي المزيد من المصائب والويلات خلال ثلاثة عقود ونصف قاتمة السواد.
إن على حكام الكويت أن يفكروا بعمق، وينظروا بعيداً لا بين سيقانهم ، ويعيدوا النظر في مجمل سياستهم تجاه الشعب العراقي، ويتطلعوا نحو المستقبل بقلوب صافية تجاه أشقائهم العراقيين في وقت المحنة هذه، فهي فرصتهم الوحيدة والأخيرة لقيام علاقات أخوية بين الشعبين والبلدين، وعدم إضاعة هذه الفرصة التي ربما لن تكرر، وإن الاستمرار على مواقفهم العدائية تجاه العراق ستجر البلدين إلى مالا يحمد عقباه، وليكن في علم حكام الكويت أن العراق سينهض لا محالة عاجلاً أم آجلا، وأن العراق باقٍ لن يزول، وأن أمريكا سترحل عن المنطقة عاجلاً أم آجلاً ، ولا قوة تحمي الكويت سوى علاقة الأخوة والمحبة والتعاون ونسيان الماضي بكل آلامه والتطلع نحو المستقبل المشرق للجميع. أنها فرصتكم الثمينة والوحيدة فلا تضيعوها. والعاقل من يتعض.
2/8/2009
التسميات:
حقيبة المقالات
حقيبة المقالات
0 التعليقات: