أهكذا تكون نهاية حياة أدبائنا وكتابانا ومثقفينا!!
4:36 م | مرسلة بواسطة
hamid
حامد الحمداني
21/8/2008
صدمت وأنا أتصفح موقع [عراقنا الإخباري] عندما وقعت عيناي على الخبر المثير التالي:[وصية الروائي السوري الكبير الأستاذ حنا مينه]
فقد نشر الروائي السوري المعروف حنا مينه وصيته، يوم الاثنين المصادف 18-8-2008، عبر الصحف الرسمية، بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، معرباً عن شعوره بأنه عمّر طويلا ، وطلب مينه في وصيته ألا يذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، ويحمل نعشه 4 موظفين من دائرة دفن الموتى، وليس أي أحد من معارفه.
وتابع الأستاذ مينه قائلاً : بعد إهالة التراب علي، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة.
كما أوصى بالا تقام له أية تعزية، أو أي شكل من أشكال الحزن، مشددا على عدم إقامة حفل تأبيني له قائلاً : {إن الذي سيقال بعد موتي سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفرة ومسيئة إلي. استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها}. .
وإختتم الروائي السوري وصيته بترك حرية التصرف بما يتركه من إرث لـ من يدّعون أنهم أهلي، ما عدا منزله في مدينة اللاذقية الذي أوصى به لزوجته مريم دميان سمعان، طوال حياتها. وذيّل وصيته بتوقيعه وبالتاريخ (17-8- 2008 ).
الروائي الكبير حنا مينا من مواليد اللاذقية عام 1924. نشأ في أسرة فقيرة، وعمل في بداية حياته حلاقاً ، ثم حمالاً في ميناء اللاذقية، ثم بحاراً، إضافة إلى أعمال أخرى مشابهة، قبل أن يصبح كاتبا لمسلسلات إذاعية، ثم روائيا في الأربعين من عمره، حتى أصبح رئيسا لتحرير صحيفة [الإنشاء] في دمشق، وكانت أولى روايات مينه [المصابيح الزرق]و [النجوم تحاكم القمر] و[القمر في المحاق] و[ نهاية رجل شجاع] وقد أنتج حوالي 30 عملا أدبيا جرى تحويلها إلى إعمال تلفزيونية. .
وهو أب لخمسة أولاد، بينهم صبيان، هما سليم الذي توفي منذ زمن بعيد، وسعد الذي أضحى ممثلا، أما بناته فهن سلوى (طبيبة)، وسوسن (تحمل شهادة في الأدب الفرنسي، وأمل مهندسة مدنية.
إنه لأمر مؤسف جداً أن يحدث هذا الأمر لهذا الكاتب الكبير الذي تمثلت فيه كل القيم الإنسانية النبيلة، والوطنية الصادقة ، أنها خيبة الأمل الكبرى بذوي القربى بدأ من الأقربين إليه، وصولاً لبقية لأهله ومعارفه ، وخيبة الأمل من الدولة السورية، ومنظماتها الثقافية، تجاه هذا الإنسان الكبير الذي جرى إهمال تكريمه في حياته لكي يرفض تكريمه بعد مماته بعد طول عمر لكاتبنا الكبير.
أن كاتبنا الجليل حنا مينا كما يبدو من وصيته يشعر بحزن عميق لما آلت إليه العلاقات الإنسانية مع اقرب المقربين، وهذه تمثل قمة المأساة بالنسبة لكاتب مرهف الإحساس نذر حياته لنشر الفكر الإنساني وقيمه النبيلة من خلال كتاباته الرائدة، ويشعر بالتقصير الشديد للحكومة السورية، والاتحاد العام للكتاب السوريين، والاتحاد العام للكتاب العرب الذين تجاهلوا تكريم هذه الشخصية الأدبية الكبيرة.
أليس عاراً على حكامنا ومؤسساتنا الثقافية تجاهل تكريم كتابانا وأدبائنا وفنانينا ومثقفينا في حياتهم لينتهي بهم المآل إلى بضعة كلمات تقال بحقهم في الصحافة بعد رحيلهم؟
أن هذا الموقف الشائن يعبر أدق تعبير عن مدى اهتمام حكامنا في العالم العربي بالثقافة، ورعاية المثقفين، بل أن بعضهم يرى في الثقافة خطراً يهدد عروشهم وسلطانهم، من خلال توعية الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين للمواطن العربي بحقوقه وحرياته، وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
أن ذكرى حنا مينة ستبقى خالدة في قلوب كل من عرفه وقرأ له، كإنسان محب للخير، كارها للشر، سعى طوال حياته لغرس المفاهيم الإنسانية النبيلة في نفوس قرائه، وناضل من أجل تحقيق الحياة الديمقراطية الحقيقية، والعدالة الاجتماعية، ومن أجل السلام والحرية والديمقراطية في المجتمع السوري بوجه خاص، والعالم العربي بوجه عام ، وللإنسانية جمعاء . أن وصية حنا مينا وصمة عار لكل من تخلف عن أداء الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني تجاهه، وهو في هذا العمر الطويل، وسيكون العار اشد وطأة عليهم بعد رحيله، فهل يدرك كل هؤلاء مواقفهم المخجلة تجاه كاتبنا الكبير حنا مينا قبل فوات الأوان؟
21/8/2008
صدمت وأنا أتصفح موقع [عراقنا الإخباري] عندما وقعت عيناي على الخبر المثير التالي:[وصية الروائي السوري الكبير الأستاذ حنا مينه]
فقد نشر الروائي السوري المعروف حنا مينه وصيته، يوم الاثنين المصادف 18-8-2008، عبر الصحف الرسمية، بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، معرباً عن شعوره بأنه عمّر طويلا ، وطلب مينه في وصيته ألا يذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، ويحمل نعشه 4 موظفين من دائرة دفن الموتى، وليس أي أحد من معارفه.
وتابع الأستاذ مينه قائلاً : بعد إهالة التراب علي، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة.
كما أوصى بالا تقام له أية تعزية، أو أي شكل من أشكال الحزن، مشددا على عدم إقامة حفل تأبيني له قائلاً : {إن الذي سيقال بعد موتي سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفرة ومسيئة إلي. استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها}. .
وإختتم الروائي السوري وصيته بترك حرية التصرف بما يتركه من إرث لـ من يدّعون أنهم أهلي، ما عدا منزله في مدينة اللاذقية الذي أوصى به لزوجته مريم دميان سمعان، طوال حياتها. وذيّل وصيته بتوقيعه وبالتاريخ (17-8- 2008 ).
الروائي الكبير حنا مينا من مواليد اللاذقية عام 1924. نشأ في أسرة فقيرة، وعمل في بداية حياته حلاقاً ، ثم حمالاً في ميناء اللاذقية، ثم بحاراً، إضافة إلى أعمال أخرى مشابهة، قبل أن يصبح كاتبا لمسلسلات إذاعية، ثم روائيا في الأربعين من عمره، حتى أصبح رئيسا لتحرير صحيفة [الإنشاء] في دمشق، وكانت أولى روايات مينه [المصابيح الزرق]و [النجوم تحاكم القمر] و[القمر في المحاق] و[ نهاية رجل شجاع] وقد أنتج حوالي 30 عملا أدبيا جرى تحويلها إلى إعمال تلفزيونية. .
وهو أب لخمسة أولاد، بينهم صبيان، هما سليم الذي توفي منذ زمن بعيد، وسعد الذي أضحى ممثلا، أما بناته فهن سلوى (طبيبة)، وسوسن (تحمل شهادة في الأدب الفرنسي، وأمل مهندسة مدنية.
إنه لأمر مؤسف جداً أن يحدث هذا الأمر لهذا الكاتب الكبير الذي تمثلت فيه كل القيم الإنسانية النبيلة، والوطنية الصادقة ، أنها خيبة الأمل الكبرى بذوي القربى بدأ من الأقربين إليه، وصولاً لبقية لأهله ومعارفه ، وخيبة الأمل من الدولة السورية، ومنظماتها الثقافية، تجاه هذا الإنسان الكبير الذي جرى إهمال تكريمه في حياته لكي يرفض تكريمه بعد مماته بعد طول عمر لكاتبنا الكبير.
أن كاتبنا الجليل حنا مينا كما يبدو من وصيته يشعر بحزن عميق لما آلت إليه العلاقات الإنسانية مع اقرب المقربين، وهذه تمثل قمة المأساة بالنسبة لكاتب مرهف الإحساس نذر حياته لنشر الفكر الإنساني وقيمه النبيلة من خلال كتاباته الرائدة، ويشعر بالتقصير الشديد للحكومة السورية، والاتحاد العام للكتاب السوريين، والاتحاد العام للكتاب العرب الذين تجاهلوا تكريم هذه الشخصية الأدبية الكبيرة.
أليس عاراً على حكامنا ومؤسساتنا الثقافية تجاهل تكريم كتابانا وأدبائنا وفنانينا ومثقفينا في حياتهم لينتهي بهم المآل إلى بضعة كلمات تقال بحقهم في الصحافة بعد رحيلهم؟
أن هذا الموقف الشائن يعبر أدق تعبير عن مدى اهتمام حكامنا في العالم العربي بالثقافة، ورعاية المثقفين، بل أن بعضهم يرى في الثقافة خطراً يهدد عروشهم وسلطانهم، من خلال توعية الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين للمواطن العربي بحقوقه وحرياته، وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
أن ذكرى حنا مينة ستبقى خالدة في قلوب كل من عرفه وقرأ له، كإنسان محب للخير، كارها للشر، سعى طوال حياته لغرس المفاهيم الإنسانية النبيلة في نفوس قرائه، وناضل من أجل تحقيق الحياة الديمقراطية الحقيقية، والعدالة الاجتماعية، ومن أجل السلام والحرية والديمقراطية في المجتمع السوري بوجه خاص، والعالم العربي بوجه عام ، وللإنسانية جمعاء . أن وصية حنا مينا وصمة عار لكل من تخلف عن أداء الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني تجاهه، وهو في هذا العمر الطويل، وسيكون العار اشد وطأة عليهم بعد رحيله، فهل يدرك كل هؤلاء مواقفهم المخجلة تجاه كاتبنا الكبير حنا مينا قبل فوات الأوان؟
التسميات:
حقيبة المقالات
حقيبة المقالات
0 التعليقات: