عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :




 

التاسع من ايار 1945 يوم خالد في تاريخ البشرية

انتهاء الحرب العالمية الثانية باندحار

النازية والفاشية

حامد الحمداني                                                               8/5/2016

 

كان اندحار ألمانيا في الحرب العالمية الأولى عام 1918، وتجريدها من كل نفوذ لها في العالم، بموجب معاهدة [ فرساي] الموقعة بين الحلفاء وألمانيا في نهاية الحرب، وسيطرة بريطانيا وفرنسا على الأسواق العالمية، سبباً رئيسياً لمحاولة الرأسماليين الألمان إعادة تقسيم النفوذ والأسواق العالمية من جديد، وتحطيم تلك المعاهدة.

 

ومن أجل تحقيق هذا الهدف لجأ الرأسماليون الألمان إلى سحق الديمقراطية، والإتيان بحكومة فاشية، وعلى رأسها زعيم الحزب النازي [ أدولف هتلر] العريف السابق في الجيش الألماني، والمعروف بعدائه الشديد للديمقراطية.

 

كان في مقدمة أهداف حكومة هتلر تصفية جميع الأحزاب السياسية في البلاد بدءاً بالحزب الشيوعي، وانتهاءً ببقية الأحزاب الأخرى، ومن أجل تحقيق هذا الهدف أوعز إلى رجاله بحرق [الريشستاخ] أي البرلمان، واتهم الشيوعيين الذين كانوا يمثلون قوة رئيسية في البرلمان، وعلى الساحة السياسية الألمانية  بحرقه، لكي يجد الذريعة لتوجيه الضربة القاضية للحزب الشيوعي مستخدماً أبشع الأساليب النازية وحشية.

 

 ثم التفت هتلر إلى الأحزاب الأخرى، وفي المقدمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تلك الأحزاب التي  ضنت أنها في منأى من بطش هتلر، ورفضت التعاون مع الحزب الشيوعي في الانتخابات العامة، ومهدت الطريق بموقفها ذاك لصعود الحزب النازي إلى السلطة، وأنزل بها هتلر ضرباته ومزقها، تماماً كما فعل بالشيوعيين وبذلك تسنى لهتلر تصفية أي معارضة لسلطته، وأصبح طليق اليدين في اتخاذ أخطر القرارات المتعلقة بمستقبل البلاد، بل والعالم أجمع.

 

كانت الخطوة التالية لهتلر هي [ التسلح ]، حيث أقدم على تمزيق معاهدة [فرساي] وضربها عرض الحائط، وسخر كل إمكانيات البلاد الاقتصادية والصناعية للتسلح، وإنشاء جيش ضخم وقوي لكي يستطيع بواسطته فرض تقسيم جديد للعالم، ومناطق النفوذ لألمانيا من جديد، ورغم تحذير الاتحاد السوفيتي للغرب من مغبة السماح لهتلر بتهديد السلام في العالم، وضرورة إيقافه عند حده، إلا أن الحكام الغربيين لم يعيروا أي اهتمام إلى تلك التحذيرات.

بدأ هتلر منذ عام 1938 ينفذ خططه للتوسع، حيث أقدم على احتلال [النمسا] و[جيكوسلفاكيا] وأعلن ضمهما إلى المانيا دون أن يلقى أي ردع من جانب الدول الغربية.

 

وهكذا أخذت شهية هتلر تتصاعد لضم المزيد من الأراضي، فطالب بضم مقاطعة [ دانزج ]البولندية إلى المانيا مدعياً أنها مقاطعة ألمانية، ولما لم ترضخ حكومة بولندا إلى ضغوطه أقدم هتلر على مهاجمة بولندا عام 1939 دافعاً بقوات كبيرة برية وجوية واستطاع ابتلاعها خلال أسبوع، منزلا فيها دمارا هائلا ومئات الالوف من الضحايا حتى أن سكان العاصمة وارشو البالغة نفوسهم قبل الحرب مليون ونصف لم يبقَ منهم سوى 300 الف، وهذا ما حدثنا عنه البولونيون انفسهم عند حضورنا مهرجان الشبية الخامس عام 1955، واضافوا قائلين أن كل عائلة مكونة من خمسة اشخاص فقدت على الاقل ثلاثة.

 عند ذلك أدرك حكام بريطانيا وفرنسا أن أطماع هتلر لن تقف عند حد، وأن الخطر الألماني سوف يصل إليهما عاجلاً أم عاجلاً، فسارعا إلى إعلان الحرب على المانيا في 3 أيلول 1939، وبذلك اشتعل لهيب الحرب ليشمل أوربا بأسرها ثم توسعت بدخول إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا، وإقدام اليابان على قصف ميناء [ بيرل هاربر] الأمريكي، ودخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء، وبذلك امتدت الحرب لتشمل العالم أجمع، واستمرت تطحن بالشعوب خمسة اعوام شديدة القسوة، ودفعت البشرية ثمنا باهضا لم تشهده من قبل حيث قدر عدد القتلى خلالها ما يقارب 55 مليون انسان وشكّلَ الدمار الهائل معظم الدول المشاركة في تلك الحرب المجنونة، وعم الفقر والجوع انحاء العالم، ولم ينجُ من نار الحرب سوى تركيا وسويسرا والسويد، حيث بقيت هذه الدول على الحياد.

 

انتهاء الحرب العالمية باندحار دول المحور:

في بداية عام 1945، كانت الحرب العالمية الثانية قد أوشكت على نهايتها، وتقرر مصيرها باندحار دول المحور، وانتصار الحلفاء، وتحملت القوات السوفيتية العبء الأعظم من تلك الحرب التي دفع فيها الشعب السوفيتي أكثر من 22 مليون ضحية، وتم تدمير معظم مدن الاتحاد السوفيتي.

 

وفي الوقت الذي كانت القوات السوفيتية تخوض غمار اعظم معركة في التاريخ[ معركة ستالينكراد] طلب الاتحاد السوفيتي من الولايات المتحدة وبريطانيا فتح الجبهة الغربية ضد القوات الالمانية لتخفيف الضغط على الجبهة الشرقية، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا تماهلا في فتحها انتظارا لما ستئول اليه معركة ستالينكراد التي استطاع الجيش السوفيتي احراز النصر الباهر فيها، ودحر الجيوش الالمانية الجرارة واستسلام اكثر من 200000 عسكري الماني، وعلى رأسهم قائد تلك الفيالق الجنرال[ فون باول ]، وبدات القوات السوفيتية زحفها نحو الغرب باتجاه المانيا النازية، وعند ذلك سارع الغربيون إلى انزال قواتهم في نورمانيا بفرنسا بغية اللحاق للوصول إلى المانيا ومقابلة القوات السوفيتية . 

 

 بدأت القوات السوفيتية تزحف نحو برلين من جهة الشرق، فيما بدأت القوات الأمريكية والبريطانية وقوات الجنرال [ديكول ] تزحف من جهة الغرب، وأخذت القوات الألمانية تتراجع أمام ضربات القوات السوفيتية والأمريكية والبريطانية، فيما كانت القوات الإيطالية قد انهارت أمام زحف قوات الحلفاء، وتلاشت مقاومتها تماماً .

 

 وفي الأول من أيار عام 1945 أطبقت القوات السوفيتية على برلين واحتلتها وفي الوقت نفسه كانت  القوات الأمريكية والبريطانية قد توغلت في غرب البلاد، وانهارت المقاومة الألمانية، وانتحر دكتاتور ألمانيا [هتلر]، وأعلن الأميرال الألماني [دونتز] استسلام  ألمانيا دون قيد أو شرط للحلفاء، وبذلك انتهت الحرب في أوربا، واحتفل الحلفاء بنصرهم على المانيا وإيطاليا.

 

أما الحرب في الشرق الأقصى فقد استمرت بضعة أشهر أخرى، حيث بقي اليابانيون يقاومون، لكن الحرب كان مصيرها قد تقرر، وكانت اليابان على وشك أن تعلن استسلامها عندما فاجأت الولايات المتحدة العالم في 6 آب 1945 بإلقاء أول قنبلة ذرية على مدينة [هيرو شيما] اليابانية، فكانت مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها أكثر من 180 ألفاً من المواطنين اليابانيين الأبرياء في الحال دون أي مبرر.

 

 وبعد أسبوع أتبعتها بقنبلة ثانية ألقتها على مدينة [ناكازاكي ] فكانت كارثة كبرى ثانية أدت بأرواح عشرات الألوف من السكان الأبرياء، وتحولت المدينتين إلى أكوام من الحجارة الممزوجة بالدم والأشلاء، وفي الحال أعلنت اليابان استسلامها دون قيد أو شرط، وبذلك انتهت فصول تلك الحرب الإجرامية المفزعة التي أشعلها هتلر، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 55 مليون إنسان، ناهيك عن تدمير المدن، والبنية التحتية للاقتصاد العالمي، وما سببته تلك الحرب من ويلات وماسي وجوع وخراب ودمار.

 ولابد أن أشير هنا إلى أن إلقاء القنبلتين الذريتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين  كانت جريمة كبرى اقترفتها الولايات المتحدة بحق الإنسانية لم يكن لها ما يبررها سوى رغبتها  في  أن ترعب بلدان العالم الأخرى، وبوجه خاص الاتحاد السوفيتي بهذا السلاح الفتاك، وتتباهى بأنها أقوى بلد في العالم أجمع، وقد دفع تصرفها هذا إلى أن يسعى الاتحاد السوفيتي إلى امتلاك هذا السلاح الخطير لكي يعيد توازن القوى بين المعسكرين الشرقي والغربي، حيث توصل إلى أسرار هذا السلاح الرهيب وبدأ بإنتاجه وتكديسه، ثم تبع ذلك توصل كل من بريطانيا وفرنسا والصين وإسرائيل والهند وباكستان إلى إنتاج هذا السلاح الفتاك.

لم تكد تنتهِ الحزب العالمية الثانية حتى بدأت ظواهر حرب من نوع جديد بين الاتحاد السوفيتي والغرب دعيت بالحرب الباردة، وفي ظل هذه الحرب التي نشأت بين المعسكرين استمر سباق التسلح، وإنتاج المزيد من تلك الأسلحة، ووسائل نقلها إلى أية بقعة في العالم، وتطويرها بحيث أصبح الطرفان يملكان ترسانة نووية قادرة على إفناء البشرية، وتدمير كوكبنا الأرضي عشرات المرات، وأصبحت هذه الأسلحة عبئاً ثقيلاً، وخطراً مميتاً يهدد البشرية في كل وقت وحين، بل ولقد بدأت العديد من الدول تحاول الحصول على تكنلوجيا هذه الأسلحة وغيرها من أسلحة الدمار الشامل مما يعرض مستقبل البشرية لمخاطر كبيرة .

 

مؤتمر سان فرنسيسكو، تأسيس هيئة الأمم المتحدة:

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجهت الولايات المتحدة، نيابة عن الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والصين الدعوة إلى 49 دولة لحضور مؤتمر يعقد في مدينة [ سان فرنسيسكو] للبحث في إنشاء هيئة دولية جديدة، على أنقاض [عصبة الأمم] التي انهارت بقيام الحرب العالمية الثانية، وتحدد عقد المؤتمر في 26 حزيران 1945، الذي حضرته وفود تلك الدول، وكان العراق من بينها، حيث مثله وفد عالي المستوى برئاسة وزير الخارجية [أرشد العمري]، وضم في عضويته كل من نوري السعيد، وتوفيق السويدي، وعلي جودت الأيوبي ونصرت الفارسي، وفاضل الجمالي. وقبل بدء المؤتمر توفي الرئيس الأمريكي [ فرانكلين روزفلت ]، وتولى المنصب بعده نائبه [هاري ترومان ] .

 

 جرى افتتاح المؤتمر في 26 حزيران 1945، وبدأت المداولات لوضع ميثاق جديد ينظم العلاقات بين دول العالم، دعي فيما بعد [ ميثاق الأمم المتحدة ] وتضمن الميثاق تشكيل [هيئة الامم المحتدة] و[مجلس للأمن الدولي]، كما جرى البحث في مسودة محكمة العدل الدولية، لحل الخلافات بين الدول.

 

لم يكن للدول التي دُعيت للمؤتمر، ما عدا الدول الخمس الكبرى، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والصين، دور هام في وضع الميثاق، وطريقة تشكيل مجلس الأمن، فلم يكن سوى ميثاق الدول المنتصرة في الحرب، حيث منحت تلك الدول نفسها صلاحيات واسعة للهيمنة على العالم، فقد تقرر أن يكون عدد أعضاء المجلس 15 عضواً، خمسة منهم أعضاء دائمين، وهم الدول الكبرى المذكورة ، و8 أعضاء ينتخبون كممثلين للمناطق الإقليمية كل سنتين.

 

لكن الأخطر في الأمر أن الأعضاء الدائميين قد منحوا أنفسهم صلاحية النقض لأي قرار لا توافق عليه حكومة أي منهم، وأصبح مجلس الأمن الهيئة القيادية في الأمم المتحدة وقراراتها إلزامية، في حين أصبحت قرارات الهئية العامة، وهي الممثل الحقيقي لشعوب ودول العالم غير ملزمة التنفيذ، وبذلك أصبحت مقدرات الشعوب بيد الخمسة الكبار، مما سبب خيبة أمل كبيرة لشعوب وحكومات الدول الأخرى حتى أن رئيس الوفد العراقي [ أرشد العمري ] رفض توقيع الميثاق، وعاد إلى بغداد، وقد قامت الحكومة العراقية بتكليف نوري السعيد بالتوقيع عليه.

 

ملاحظة : بعد غد [ العراق والحرب العالمية الثانية]




0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب